نبدة عن قصبة انزكان و تاريخها
قصبة انزكان او دار الكسيمي
تقع"قصبة إنزكان"بمدينة إنْزْكَـــانْ التي تتموقع بجانب الطريق التجارية الرابطة بين اقاليم الصحراء المغربية وأكادير والصويرة،على بعد 10 كيلومترات من أكادير. هذه المدينة هي عبارة عن تل صخري وقد شيدت "قصبة إنزكان"في أعلى قمة من هذه التلة وتتكون المدينة أيضا من طبقات كلسية تنتهي بجرف يوجه مجرى نهر سوس و يحوله نحو الجنوب،بالإضافة الى تواجد عدة غيران بالمنطقة،إذ يمر أحدها تحت ضريح الحاج مبارك الركراكي المحادي"لقصبة إنزكان"،وتذكر المصادر أيضا ازدهار الزراعة بالمنطقة،لاسيما عندما كانت المدينة في بدايات نشأتها كقريةوذلك راجع بالأساس لخصوبة و جودة تربة المنطقة. يعتبر إذن موقع"قصبةإنزكان"موقعا استراتيجيا مما يوفر سهولة في الإشراف على منطقة انزكان و مراقبة محيطها الحيوي و الطرق المتصلة بها.
يرجع تاريخ تأسيس "قصبة إنزكان"إلى أواخر القرن التاسع عشر،وقد إرتبطت هذه القصبة بتاريخ أسرة أيت القايد الكسيمي، على إعتبار إن إنزكان كانت مركز قرى قبيلة "كسيمة" و"قصبة إنزكان" هي مقر إدارتها لكل مناطق نفودها،وقد تسلسلت فيها قيادة الكسيميين منذ عهد المولي الحسن الأول، بتوافق مع الهشتوكيين و صراع محتدم مع قواد مسكَينة من آل الشداخ ،فقد سيطر الكسيميين على قيادة كسيمة ومسكينة وقصبة الطاهر و آيت ملول و آشرفوا في فترة قيادة القائد أحمد الكسيمي على "مداخيل مستفاد اكادير"،و قد وقع صراع مرير على هذا الأخير بين عامل تارودانت و القائد الكسيمي، وكان أخرالقواد الكسيميين أثناء دخول الأجانب سنة 1913 هوالقائد محمد بن الحاج الحسن الكسيمي الذي عزلته سلطة الحماية،وعينت مكانه أخاه عبد الملك لفترة وجيزة ،ثم عوضته سلطلة الحماية بالفقيه الحسن أبراهيم الحاحي في منصب باشوية أكادير و قيادة إنزكان، و أصبحت"قصبة إنزكان"في فترة الحماية مركزا إداريا للحماية حيث تم تنصيب فيها عدة قواد على مدينة إنزكان، و بعد الإستقلال صارت"قصبة إنزكان" مقرا لدائرة انزكان ثم مقرا لعمالة إنزكان-أيت ملول وحاليا أصبحت ثكنة للقوات المساعدة ، مع وجود مشروع جدي من طرف جمعيات المجتمع المدني بإنزكان لتحويل"قصبة إنزكان"إلى متحف.
وصف "قصبة إنزكان" ومحيطه
أشارالباحتون المتخصصون الى ان تسمية "القصبة" جاء متأخرا و بالضبط خلال التسعينيات، إذ تعتبر تسمية "دار الكسيمي"هي التسمية الأصلية،و الواقع ان القياد الكسيميين كان لهم عدة دور وعدة املاك عقارية سجلت في عقد بالخزانة الصبيحية بسلا، ولكن التي تهمنا هي "دار الكسيمي" المعروفة "بقصبةإنزكان" و التي شيدها القائد الحاج محمد بن الحسن الكسيمي.
تتميز "قصبة إنزكان" بموقع مشرف على المدينة كلها،و هي التي سماها المختار السوسي "المنتزه العجيب"عندما قال".....فطلعنا الى منتزه إزاء المراقبة المبنية في دار القائد الفتاك محمد بن الحاج الحسن، وهو منتزه عجيب يشرف على كل ذلك الوادي وعلى المساكن الممتدة إلى أكادير،وهناك مشهد على سيد يسمي سيدي مبارك، لا نعرف عنه شيئا...." و وردت ايضا عند نفس المؤلف حين قال فيها "ثم إن إنزكان صار اليوم مدينة صغيرة مخططة الشوارع،و المراقبة في دار القائد محمد بن الحاج الحسن الكسيمي الشهير،لا يزال سورها الخارجي على ما هو عليه إلا بعض أبواب حدثت في جوانبه،وأما داخلها فقد حدثت فيه اصلاحات تليق بالإدارات..." و سميت "قصبة إنزكان"في مرحلة لحقة و بالضبط في عهد الحماية"بالبيرو"،ثم مؤخرا سميت "بالقصبة" في الكتابات الصحفية.
ولعل أبرز ما ميز "قصبة إنزكان" من الداخل و أشارت اليه المصادر هو رياض القائد الحاج محمد الكسيمي الفاخر الذي تحفه حدائق في غاية الجمال،و يخترقها ممر يمتاز بتصميم أنيق وقد وضع في جنباته أعمدة إنارة راقية المنظر،هناك أيضا عدة دور و مكاتب ،أما الحي الاداري الذي تنتمي إليه هذه القصبة فهو ذو شكل مستطيل يحيط به سور عال محصن، و في زواياه أبراج جميلة تقول المصادر أن لها شروفات أزيلت مع شرفات الصهريج بعد زلزال أكادير.
جاء في كتاب "مدينة إنزكان التاريخ و المجال و الثقافة" وصف للحي الإداري الذي يضم "قصبة إنزكان" و ورد كالتالي…": مقرالحي الإداري و يحتوي على دار الكسيمي "القصبة" ،وقد ألحقت بها بعض المكاتب و سكنى فاخرة لبعض الحكام الإداريين و للإستقبالات الرسمية، وخزان ماء مربع، وله شرفات، وقع تطويره عدة مرات، وإلى الجنوب بنيت مخازن واسعة ،بالإضافة إلى مستشفى صغير،ثم سكنى"المخازنية" ومرابض خيولهم ، لذلك سمي حي"الكوري"ثم مقر السجن المدني في الزاوية الجنوبية الشرقية،أما الزاوية الشمالية الشرقية فتوجد فيها حديقة عمومية جميلة بها أشجار باسقة و أزهار ومياه جارية،وهي في مرتفع يصعد إليها في درج،وبها ضريح الحاج مبارك الركراكي و ملعب لكرة المضرب،وقد فقدت هذه الحديقة مأخرا جماليتها ورونقها ...." .
ليست هناك تعليقات